. الخطبة
الأولى
الحمد
لله، الحمد لله ذي العز القاهر، والسلطان الظاهر، سبحانه عز مجده وعلا سلطانه، عليم
فستر، وقدر فغفر، أحمده سبحانه وأشكره، أصبغ النعمة، وأجزل المنة، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تقود إلى رضوانه والجنة، وأشهد أن سيدنا ونبينا
محمداً عبد الله ورسوله، أفضل خلق الله وأهداهم إليه سبيلا، وأدلهم عليه طريقا،
صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله السادة الأبرار، وأصحابه الميامين الأخيار،
والتابعين، ومن تبعهم بإحسان ما تعقب الليل والنهار، وسلم تسليما كثيرا،. . أما بعد:
فأوصيكم
أيها الناس ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله رحمكم الله، "فالْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ،
وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ الأماني"،
في مرور الأعوام تصرم الأعمار، فما أسرع انقضاء الليالي والأيام: (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ*عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)،
جعلنا الله وإياكم ممن طال عمره، وحسن عمله، وغفر ذنبه، وثقل ميزانه.
أيُّها
المسلمون، وإن من أعظم ما يستوقف الناظر، ويبعث على
المحاسبة الجادة، قول نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم كما في الحديث الصحيح:
"كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ
مَا سَمِعَ" [رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه]، إنها
المحاسبة الجادة، والفحص الدقيق.
معاشر
المسلمين، للكلمة آثرها، وللصورة مفعولها في أي
وسيلة، في خطبة أو مقالة أو محاضرة أو تغريده من خطيب أو متحدث أو كاتب أو داعية
أو معلق أو متابع وفي أي وسيلة من وسائل الإعلام والتواصل، وفي هذا الزمن في
تقنياته واتصالاته وتدويناته وتغريداته ومواقعه وشبكاته وإعلامه وقنواته ومواقعه
وتدويناته وسيلتها كلها الكلمة والصورة، فويل للمتهاونين من المغردين والمتابعين،
كم هي العواقب التي تكلف الكثير والكثير من الأنفس والأموال والجهود؟
معاشر
الأحبة، إن تهاون الناس ولاسيما الفتيان والفتيات
بما ينعتونه بالثرثرة الجماعية من خلال المجاميع التي ينظمونها أو ينتظمون فيها في
هواتفهم وأجهزتهم؛ بل يتسارعون لإحراز قسم السبق في نشر المعلومات أو تلقياها بقطع
النظر عن صحتها أو دقتها أو خطرها؛ بل الخطر فيما تأوله إليه من نتائج خطيرة على
الدين والعقيدة، وعلى البلاد وأهلها وعلى الأمن والاستقرار مما ينشر الإرباك
والاضطراب؛ بل الخوف والإرهاب، ويزداد الخطر والخوف وسوء العواقب، حين لا تعرف
مصادر هذه الأخبار والإشاعات، ولا أغراض ناشريها وأهدافهم فلا مصداقية ولا
موثوقية، "كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُحَدِّثَ
بِكُلِّ مَا سَمِعَ" هذه الوسائل والمواقع وسط خصب وبيئة للإشاعات
والأخبار المختلفة والمختلقة والآراء والرواء غير المسئولة، ناهيكم بأن كثيرا ممن
يشتغل بنقل هذه الكلمات والصور والأخبار الخطيرة هم الفارغون البطالون الذين ليس
لديهم ما يشغلون بها أوقاتهم من الخير والنفع لهم، ولدينهم وأمتهم وأوطانهم، ويعلم
المتابع العاقل فضلا عن المتخصص أنهم لا في العير ولا في النفير، الواحد منهم
متكئون على أركيده، وملازم للوحته، وعاكف على جهازه، يلقي الكلام على عواهنه هنا
وهناك، كم كلمة أو تغريدة قالت لصاحبها دعني؟ وكم تدوينة تهوي بقائلها في نار جهنم
أبعد ما بين المشرق والمغرب، كلامات تخرج كالسهام من أفواها البنادق يقتل به نفسه ويهلك
أهله ويفسد بلده ويجرُ الأعداء ويمكن للخصوم ويبذر بذور الفرقة وينفخ في أبواق
الفتنة، زاحم البنان عنده اللسان ليغل في التعقيب والتصنيف والهدم والإفساد، في
كلامات وصور ومقاطع تستهزئ وتسخر من مكونات مجتمعه، وكأنه قد تتطوع ليسود صورته
أمام الآخرين، ويوثقها صوتاً وصورة وكأنه مأجور ليدمر نفسه ويهدم بيته ويتنكر
لهويته، إذا سمع خبر طار به كل مطار ينشره ويبثه، يفاخر بأنه حاز السبق في نشره،
والكلمة تبلغ الأفاق متخطيةً حواجز الزمان والمكان في أجزاء من الثواني، بلمسة
بنان أو غمزت أزرار؛ بل حقه أن يحاسب نفسه قبل أن يطلق لسانه أو يغمز بنانه أو يخط
مقاله أو يغرد تغريدته، أين الحقيقة؟ وأين المصلحة؟ وأين الديانة؟ وأين الأمانة؟
يا ترى هل هؤلاء يوسعون الأفاق أو يحفرون الأنفاق؟ هل هم يبنون أو يهدمون؟ هل هم
يجمعون أو يفرقون؟ هل يزرعون الأمل أو ينقادون إلى اليأس أو يرفعون من مقام أهلهم وأوطانهم
أو يحقرون الذوات ويسحقون النفوس؟ إنما يفسده هؤلاء المساكين الأغرار في لحظات قد
لا يمكن علاجه في سنوات، وقد يكلف أموالا نفوسا، وقد يستعصى على العلاج، فلا حول
ولا قوة إلا بالله.
معاشر
المسلمين، "كَفَى بِالْمَرْءِ
إِثْمًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ"، "ولاَ يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى
يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقاً وَلاَ يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى
الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّاباً"، وقد أخبرنا
نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم كما في الحديث الصحيح فيما رآه من أحوال
الآخرة: "أنه يرى الرجل يكذب الكذبة فتبلغ الآفاق
فيشرشر شدقه ومنخره وعينه إلى قفاه"، فما أشده من كذاب؟ وما أطوله من
زمان؟
معاشر
الأحبة، هذه قضية، وثمة قضية أخرى مرتبطة بها،
وهي أكبر وأخطر؛ بل قد تكون آثرا من آثارها، أو هدفا من أهدافها إنها أمن
المعلومات؛ بل الأمن على الدين وثوابته وأصوله، والأمن على الأوطان ووحدتها
وتماسكها، هذه التقنيات والآلات والوسائط والمواقع جعلت المسئولية أعظم، وجعلت
مفهوم الحرية أدق، فالحر هو المسيطر على نفسه، الضابط لها بضوابط العقل والدين
والعلم، الحرية هي التخلص من قيود الشهوات وسجون الرغبات، الحر هو المسئول الذي
يفكر بانضباط لا بانفلات، إن هذه التقنيات فضحت بعض الذين يؤدون التفلت من عيون
الرقيب، ناهيكم برقيب الدين والضمير والأخلاق والمبادئ، الإيمان دين صحيح،
والمواطنة عقل راشد، والمسئولية أمانة وثبات، وسعي في المصالح العليا والدنيا، وسير
في دروب الخير والرشاد، والحث عليها.
أيها
العقلاء، الهدم سهل والانحدار إلى الهاوية، لا
يكلف عياذاً بالله، تأملوا في بعض جيراننا الذين يصبحون على عبوات ناسفة ويمسون
على قذائف مدمرة، تستهدف المنازل والمتاجر والمعابد والمكاتب والطوائف، إن المراقب
لبعض قوى الإقليمية والدولية الذين يحاولون أن يذكوا الصراعات الطائفية والقبلية
والمذهبية المناطقية في مناطقنا يحاولون أن يذكوا الصراع ثم يوظفوه ليقطعوا الدول
ويبعثروا الشعوب، ويشردوا الناس ليتوزعوا الغنائم ولا يهمهم البته ولا يكترثون
لمصالح شعوب المنطقة، أماتوا جوعا، أو تفرقوا شيعا، أو تناثروا طوائف، أو تقطعوا
أحزابا، والسعيد الحكيم من وعظ بغيره.
معاشر
الأخوة والمحبة، نحن في هذه البلاد الطاهرة لقد ترك
لنا الآباء والأجداد وطنا موحدا أمنا، بلدا كريما عريضا واسعا مترام الأطراف عليه
ولاة أمر جادون حازمون في المحافظة على هذه الوحدة، وعلى هذه الأمة تحت راية لا
إله إلا الله محمد رسول الله، وخدمة الحرمين الشريفين ورعايتهما، فيجب أن تقدر
هذه نعمة كبرى، وأن يحافظ عليها وتورث للأبناء ثم الأجيال من بعدهم بإذن الله
لينعموا بما نعموا به من أمن وإيمان وخير وفضل، الحذر ثم الحذر من خطباء الفتنة
والتحريض دعاة تمزيق الأوطان والعبث بوحدتها السعاه إلى تأجيج الفتنة، وإثارة
الفرقة في تهم باطلة وطعون ظالمة، وناصية خاطئة كاذبة، يصفون أوطانهم وأهليهم
ورجالهم بأوقح الأوصاف في أسلوب فج وسوء من القول، يقوم قائم مأفون هو الأغش للأمة
وللأئمة، والأشد على جماعة المسلمين ليهدم الشوكة، ويضعف القوة ويخدم الأعداء يزعم
أنه يطالب بحقوق ولن يكون نيل الحقوق بفحش القول والتحريض وامتطاء مطية العنصرية
والطائفية والإستقواء بالسماعيين والدول الأجنبية، وعداء الأمة يثيرون الفتن ويجر
الأغراب ويتقاضى بالخارج، وهذه خيانة ظاهرة وتفريط بالبلاد ومقدراتها وأهلها، ومثل
هذا لابد من الحزم معه وأطره على الحق وإلزامه جادة الصواب، وحفظ أمن البلاد
والعباد، ووحدة الصف والكلمة.
أيها
المسلمون، إن من مسئولية الدولة وواجبها أن تضرب
بيد من حديد على كل من يقترب من هذه الثوابت ليهزها أو ينال منها، إنه عبث غير
مسئول ينال من الدين والوطن، الدولة مسئولة عن أمن الناس وحمايتهم وصيانة حقوقهم
وممتلكاتهم وتنظيم شؤونهم في أسواقهم وبيوتهم ومرافقهم، الدولة بأجهزتها القضائية
والتنظيمية والتنفيذية مسئولة عن أمن الناس، واستقرارهم وتحقيق العيش الكريم لهم
مسئولة عن تحقيق العدل وتهيأت أسباب الحياة الطيبة.
وبعد
عباد الله، فالحقوق متكافئة، والحياة منظمة،
والمصالح معتبرة، ولا يتحقق ذلك إلا في وطن قوي هادى مستقر أمن، تحكمه دولة قوية
مهيمنة بقضائها وأجهزتها وعدالتها، وليحذر المسلم أن يكون مطيةً للإفساد وبث روح
الفرقة والخذلان لدينه والخيانة لوطنه والإيذاء لأهله، الحذر ثم الحذر أن يكون
الإنسان من حيث يشعر أو لا يشعر وقوداً أو حطباً لمثل هذه الدعوات الفئوية الضيقة
التي لا تأخذ حساباً لأهلها وبلدها وأمنها وسلامتها، الضرر سيلحق بالجميع، والنار
ستحرق الجميع، ومن يتقاعس عن التصدي لهؤلاء الشذاذ والمرجفين، والمتطرفين أو
يحاولوا إيجاد أعذار أو مسوغات لهم أو ينقدهم بضعف أو استحياء فهو شريك في إضعاف
الوطن وهز كيانه، ووحدة الأوطان وسلامتها والحفاظ على دينها وأمنها لا يجوز المساس
به أو العبث به بأي حال وتحت أي مسوغ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ
خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ* وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ
قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمْ النَّاسُ فَآوَاكُمْ
وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)،
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم وبهدي محمد
صلى الله عليه وسلم، وأقولٌ قولي هذا واستغفر الله لي لكم ولسائر المسلمين من كل
ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
.
الخطبة الثانية:
. الحمد لله، الحمد لله أنار بالإيمان قلوب أهل
السعادة، فأقبلت على طاعة ربها منقادة، أحمده سبحانه وأشكره وعد على الشكر
بالزيادة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أعظم به من شهادة، وأشهد أن
سيدنا ونبينا محمداً عبدُ الله ورسوله المخصوص بالاصطفاء والاجتباء والسيادة، صلى
الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه صدقوا في الإيمان، وأحسنوا العبادة،. . والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما بقية أعلام الدين
مرفوعة ورايتهم منشادة، وسلم تسليما كثيرا، أما بعد:
فيا
أيها المسلمون، المطالبة بالحقوق حق، وباب التناصح
مشروع ومشرع، وللناس حقوقهم ومطالبهم والنقص يجب أن يسدد والمطالب ترفع وتسمع، ومسالك
النقد والمطالبة بالإصلاح حقوق مشروعة إذا سلك بها المسالك الصحيحة، حق النقد
والتعبير والرأي كل ذلك مشروع مكفول، ويجب أن يكون مبذولا ومتاحاً ما دام ملتزماً
بالثوابت من المحافظة على الدين بأصوله، والوطن بوحدته، والأمة بمكوناتها، من
المقبول أن يقص الناقد والمصلح بعض القسوة في ألفاظه وعرضه؛ ولكن لا يمكن أن يقبل
الاستقواء بالأغراب واستدعاء الأعداء وامتطاء مطية الكذب والتلبيس والتدليس، إن في
أوطاننا وبلداننا كُتَّاب وخطباء ونقاداً يكتبون وينتقدون بجرأة وقوة وعقل
ويطالبون؛ لكنهم لا يتجاوزون ثوابت دينهم ومصالح بلدانهم، ولائهم لأهلهم لا
يساومون ولا يداورون، والقصور وارد والكمال عزيز، والاجتهادات تخطأ وتصيب، يجب أن
يكون الفرق واضحا بين حرية التعبير وحرية رأي، وبين التحريض والتحريش ودق معاول
الهدم والتفريق، فرق بين النقد البناء والدعوة إلى الإصلاح وبين زرع بذور الفتن
الطائفية والقبلية والمناطقية، أصحاب الحقوق والمظالم والمطالب المشروعة حق أن
يسمع لهم وأن تستنهض كل المؤسسات المتخصصة الرسمية وغير الرسمية ليستمع إليهم
وينظر في مطالبهم فما ثبت من حق فيجب المسارعة إلى تحقيقه حسب إمكانية الزمان
والمكان والقدرات، وما كان غير ذلك فيكون الرد بالحسنى وتقدير حق المطالبة.
ألا
فتقوا الله، رحمكم الله، فالسعيد من وعظ بغيره،
والحكيم من نظر في العواقب.
هذا
وصلوا وسلموا على الرحمة المهداة والنعمة المسداه نبيكم محمد رسول الله فقد أمركم
بذلك ربكم فقال في محكم تنزيله وهو الصادق في قيله: (إِنَّ
اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم
وبارِك على عبدك ورسولك نبينا محمد الحبيب المصطفى والنبي المجتبى، وعلى آله
الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارضَ اللَّهُمَّ عن الخُلفاء
الأربعة الراشدين أبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن الصحابة أجمعين، ومن تابِعيهم
بإحسانٍ إلى يومِ الدين، وعنَّا معهم بعفوِك، وجودِك، وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللَّهمَّ
أعز الإسلام والمسلمين، اللَّهمَّ أعز الإسلام والمسلمين، اللَّهمَّ أعز الإسلام
والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، وخذل الطغاة والملاحدة وسائر أعداء الملة والدين،
اللَّهمَّ أمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل اللَّهمَّ وليتنا
فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين، اللَّهمَّ وفق إمامنا وولي أمرنا
بتوفيقك وعزه بطاعتك وأعلي به كلمتك وجعله نصرة للإسلام والمسلمين، وألبسه لباس
الصحة والعافية، وأمد في عمره على طاعتك، وإننا نحمدك اللَّهمَّ على ما منة به عليه
من الشفاء والعافية، فهو ولي أمرنا وراعي أمتنا والدنا خادم الحرمين الشريفين
الملك الصالح المؤمن بربه الواثق بفضله وبره وإحسانه، ونسأل الله أن يتم عليه نعمة
الصحة والعافية، وأن يمد في عمره ويبارك في عمله، وأن يحفظ بلادنا في أمنها
وإيمانها وأن يرزقنا الثبات على التقوى في ظل هذه القيادة المباركة، لقد أتم الله
علينا نعمة الفرح والسرور وبشرى الصحة والبهجة فرحة وبهجة تغبر كل المحبين، نابعة
بعد فضل الله ومنته من مواقف قائدنا الثابتة الصادقة وأياديه البيضاء وصفاء قلبه
وشفافية مسلكه، ذلكم هو جسر العلاقة بينه وبين أبناء شعبه وأمته، فالحقائق
والشفافية والعقل والاتزان هي النهج الذي ينتهجه ويوجه إليه حفظه الله، فلا عجب أن
يتبوأ مكانة أكثر الشخصيات الإسلامية تأثيرا في سنوات متتاليات، فالحمد لله على
فضله ونعمائه ولا عزاء لأسر الشائعات ولا نامت أين المتقولين، اللَّهمَّ أدم عليه
الصحة والعافية ووفقه ونائبه وإخوانه وأعوانه لما تحبه وترضى، وخذ بنواصيهم للبر
والتقوى، اللَّهمَّ وفق ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله
عليه وسلم وجعلهم رحمةً لعبادك المؤمنين، وجمع كلمتهم على الحق والهدى يا رب
العالمين، اللَّهمَّ وأبرم للأمة الإسلام أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة ويهدى فيها
المعصية ويؤمن فيها بالمعروف وينهى فيها عن المنكر إنك على كل شيء قدير، اللَّهمَّ
أحفظ إخواننا في سوريا، اللَّهمَّ أحفظ إخواننا في سوريا وفي بورما، اللَّهمَّ
أجمع كلمتهم وأحقن دمائهم، اللَّهمَّ وشفي مريضهم ورحم ميتهم وأوي شريدهم، اللَّهمَّ
أجمع كلمتهم وأصلح أحوالهم، اللَّهمَّ وجعل لهم من هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن
كل بلاء عافية، اللَّهمَّ أنصرهم على عدوك وعدوهم، اللَّهمَّ عليك بالطغاة الظلمة
في سوريا وفي بورما، اللَّهمَّ إنهم قد تطغوا وبغوا وآذوا وأفسدوا وأسرفوا بالطغيان،
اللَّهمَّ عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، اللَّهمَّ فرق جمعهم وشتت شملهم واجعل
الدائرة عليهم يا قوي يا عزيز، (سُبْحَانَ رَبِّكَ
رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون َ* وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ* وَالْحَمْدُ
لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).